وقد طبقت المملكة العربية السعودية تدابير لحماية السلاحف البحرية والحيوانات البحرية الأخرى من خلال حظر صيد السلاحف وجمع بيضها والاتجار بلحومها ومنتجاتها. وتظهر هذه اللوائح، المبينة في المادة 61 من نظام صيد واستثمار وحماية الثروات المائية الحية في المياه الإقليمية، التزام المملكة بالحفاظ على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي. ومن خلال سن هذه التدابير الوقائية، تهدف المملكة العربية السعودية إلى ضمان استدامة نظمها البيئية البحرية والأنواع التي تعيش فيها على المدى الطويل.
مُهددات السلاحف البحرية
01
01
التلوث (البلاستيك)
تتعرض السلاحف البحرية لتهديدات كبيرة بسبب المخلفات البلاستيكية، بما في ذلك المواد البلاستيكية الكبيرة والشظايا الدقيقة، ويرجع ذلك إلى أساليب تغذيتها واعتمادها على الإشارات البصرية، لذلك يمكن أن تخطئ السلاحف في اعتبار البلاستيك فريسة لها، مما يؤدي إلى ابتلاعه والتسبب في إصابات معوية قد تتفاقم إلى التهابات، وسوء التغذية، واضطرابات في الطفو، وفي بعض الحالات الموت.
وتتعرض السلاحف البحرية إلى تلوث الهواء أيضًا في أماكن تعشيشها، وهي إحدى الآثار السلبية لمشاريع التنمية الساحلية غير المُستدامة والقريبة من مواقع تعشيش السلاحف البحرية في البحر الأحمر، حيث يساهم غبار الأسمنت الناتج عن تشييد المشاريع من تركيبة الرمال على الشواطئ، مما يعوق قدرة السلاحف على حفر أعشاشها ويصعب على الصغار الزحف للخارج.
02
02
التنمية الساحلية (الإضاءة)
تعد التنمية الساحلية في البحر الأحمر وحول العالم إحدى التهديدات الرئيسية للسلاحف البحرية، حيث تدمر التنمية على الشواطئ بعض مواقع التعشيش الحيوية للسلاحف البحرية، ما يعرقل نجاح مرحلة التعشيش وصحة وأعداد مجموعات السلاحف على المدى الطويل، خاصة وأن تدهور مواقع التعشيش وانخفاض عددها، يهدد بقاء السلاحف البحرية في أنحاء العالم.
وتساهم التنمية الساحلية أيضًا في اضطرابات بمناطق التغذية الأساسية للسلاحف البحرية، بسبب أثرها السلبي على الموائل الطبيعية، والتلوث الناتج عنها، وحركة مرور السفن من وإلى الموانئ وغيرها من المراكز الساحلية المكتظة، ما يؤثر سلبًا على صحة السلاحف وقدرتها على البقاء.
إضافة إلى ذلك، فأن الأضواء الصناعية لمناطق التنمية الساحلية تسبب اضطرابًا في سلوكيات التوجيه الطبيعي للسلاحف، مثل التوجه القمري، حيث تعتمد السلاحف على الضوء المنعكس من القمر للتنقل أثناء الليل، إلا أن مصادر الضوء الصناعية قد تؤدي إلى فقدانهم لوجهاتهم وتعريضهم للخطر من الإرهاق والجفاف، ويزيد من احتمالية تعرضها للافتراس والوقوع في الفخاخ.
03
03
الحيوانات الوحشية والأنواع الغازية التي تتغذى على البيض
على الصعيد العالمي، يهدد الافتراس من قبل مجموعة متنوعة من الحيوانات مجموعات السلاحف البحرية، فالبيض الموضوع حديثًا أو البيض المحتضن فريسة سهلة للحيوانات الانتهازية، وتشمل هذه الحيوانات بعض الثدييات مثل الثعالب، والكائنات المتوطنة على الشواطئ مثل الطيور وسرطان البحر، وحتى الأنواع الغازية، وهو ما يؤثر سلبًا على فرص نجاح الفقس وبالتالي يهدد صحة السلاحف البحرية على المدى الطويل.
وتُسبب التنمية الساحلية تفاقم خطر افتراس بيض السلاحف البحرية؛ نظرًا لأن انتقال البشر للعيش على طول السواحل يضيف عنصر الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب إلى البيئة الساحلية، لتصبح هذه الحيوانات ضمن المفترسات الأخرى الموجودة بالفعل في المنطقة، مما يخل بالتوازن الطبيعي للبيئة، ويهدد تعشيش السلاحف البحرية وبقائها بسبب انخفاض عدد صغار السلاحف التي تصل إلى المحيط بعد الفقس.
04
04
الاحتباس الحراري العالمي (انحراف أعداد الإناث)
الارتفاع العالمي في درجات الحرارة يُشكل تهديدًا خطيرًا على استدامة أعداد السلاحف البحرية حول العالم على المدى الطويل، لأن السلاحف باعتبارها إحدى فصائل الزواحف، فإن جنس صغار السلاحف البحرية يتحدد بناءً على عدة عوامل بيئية، وهي ظاهرة تعرف باسم تحديد الجنس البيئي، وتلعب درجة حرارة البيض المحتضن دورًا حاسمًا في هذه العملية، لذلك فإن ارتفاع درجات حرارة الرمال تميل إلى جعل صغار السلاحف داخل البيوض من الإناث، وهو ما قد يؤدي إلى انحراف نسبة الجنس الطبيعية نحو الإناث، مما قد يؤدي إلى التأثير على أعداد السلاحف بسبب انخفاض الولادات لعدم وجود توازن بين الجنسين، كما يمكن أن يؤدي زيادة أعداد الإناث في السلاحف البحرية إلى الإخلال بالتوازن البيئي الدقيق، وبالتالي التأثير على العلاقة الديناميكية بين الفرائس والمفترسات والبنية العامة للبيئة البحرية.
05
05
الصيد العرضي/الصيد الجائر
الصيد العرضي، أو الصيد غير المتعمد للأنواع غير المستهدفة، يشكل تهديدًا كبيرًا على السلاحف البحرية على مستوى العالم بما في ذلك في البحر الأحمر، ونظرًا لسلوكها الطبيعي في التغذية والهجرة، تكون السلاحف البحرية عرضة لخطر أن تتشابك في خيوط شباك الصيد، وهو ما يؤدي غالبًا إلى فقدانها القدرة على السباحة بشكل جيد، وبالتالي يكون مصيرها الغرق أو الافتراس لاحقًا، كما أن الإصابات الناتجة عن الصيد العرضي قد يضعف لياقة السلاحف، مما يؤثر على قدرتها على التكاثر والبقاء.
06
06
الممارسات البشرية
الممارسات البشرية غير المُستدامة كان لها أثرًا سلبيًا ملحوظًا على السلاحف البحرية في جميع أنحاء العالم، حيث كانت المُحرك الرئيسي لانخفاض أعدادها بشكل كبير، وتتعدد التهديدات النابعة من الممارسات البشرية بداية من الصيد الجائر والعرضي، وفقدان الموائل بسبب التنمية الساحلية وتدهورها، والتلوث.
وفي العقود الأخيرة، أصبح التغير المناخي والتلوث البلاستيكي من العوامل الناشئة الأكثر تأثيرًا على التوازن البيئي في البحار والمحيطات، وبطبيعة الحال على السلاحف البحرية عالميًا، حيث تتأثر السلاحف البحرية بشكل خاص بالممارسات البشرية وتداعيتها، لأنها غالبًا ما تتزامن مع العديد من الآثار التراكمية لهذه التهديدات طوال حياتها، وفي الوقت نفسه فإن طبيعة حياتها وارتحالها لفترات طويلة تصل إلى سنوات يجعل استعادة أعدادها إلى الوضع الطبيعي أمرًا صعبًا.