في بيئات الشعب المرجانية، غالبًا ما تتنافس المرجانيات على المساحة، لذا فقد طورت استراتيجيات تكاثرية متنوعة لتوسيع نطاق موطنها. على سبيل المثال، يمكن لبعض أنواع المرجان أن تتكاثر وتنتشر لاجنسيًا من خلال النمو من فروع صغيرة (التبرعم) أو شظايا تنفصل عن المستعمرة (التفتت) نتيجة للعواصف أو الأضرار المادية. كما يمكن لبعض المرجانيات أيضا أن تتكاثر لاجنسياً إما عن طريق إطلاق الأمشاج (الحيوانات المنوية والبيض) في البحر في أحداث سنوية متزامنة تسمى أحداث التفريخ الجماعي (broadcast spawning)، أو عن طريق احتضان اليرقات داخل اللوالب (brooding spawning) وإطلاقها على مدار العام. لذا يعد التكاثر الجنسي للمرجان أمرًا حيويًا لصحة الشعب المرجانية وقدرتها على الصمود على المدى الطويل، حيث إنه يحافظ على التنوع الجيني اللازم للاستجابة للضغوط البيئية والتكيف معها.
بيولوجيا الشُعب المرجانية
الشُعب المرجانية هي حيوانات مستعمرة تنتمي إلى فصيلة الأنثوزوا، وهي كلمة مشتقة من الكلمتين اليونانية άννθος ("أنثوس" أي "زهرة") و ζώώα (زوا؛ "حيوانات")، وذلك بسبب مظهرها الشبيه بالزهور في سلائل المرجان، يمكن للمرجان الصلب، المعروف أيضا باسم المرجان الصخري، استخراج كربونات الكالسيوم من مياه البحر لبناء هياكل عظمية معقدة تشكل أساس النظم الإيكولوجية للشعب المرجانية، والتي توجد بشكل أساسي في البيئات البحرية الاستوائية، وتوفر الهياكل التي تبنيها موائل وحضانات أساسية لعدد لا يحصى من الأنواع البحرية، مما يجعل الشُعب المرجانية لا غنى عنها لصحة النظم البيئية البحرية بأكملها.
وتتشكل الشعب المرجانية في مجموعات معقدة ومتنوعة من الأشكال والألوان، لتتخذ بعضها شكل أغصان الأشجار، بينما البعض الآخر يتخذ شكل الشقوق أو هياكل ضخمة تشبه الجبال، وتشمل أشكال الشُعب المرجانية الشائعة الأخرى تلك التي تشبه الأعمدة والألواح المسطحة والهياكل الشبيهة بالأوراق، وبعضها يعيش بشكل حر، أي أنها لا تلتصق بقاع البحر أو أي سطح صلب.
تعيش معظم المرجانيات البانية للشعب المرجانية في علاقة تكافلية مع الطحالب الدقيقة وحيدة الخلية المعروفة بالزوزانثيلا. تُعدّ هذه الشراكة أمرًا حيويًا لبقاء الشعب المرجانية، خاصة في المياه الاستوائية قليلة المغذيات. يوفر المرجان بيئة آمنة للزُوزانثيلّا، بينما توفر خلايا بوليب المرجان ثاني أكسيد الكربون والماء الضروريين لعملية التمثيل الضوئي. في المقابل، تنتج الزوزانثيلا الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، مما يساعد المرجان على إزالة الفضلات. والأهم من ذلك، فإنها تزود المرجان بالسكريات والبروتينات الأساسية. يستخدم المرجان هذه المنتجات في تركيب البروتينات والليبيدات والكربوهيدرات، وكذلك لإنتاج كربونات الكالسيوم الضرورية لنمو المرجان وتكاثرُه.