وتتميز السلاحف البحرية بدورة حياة مثيرة للاهتمام مع مراحل متميزة من العيش في البحر وعلى اليابسة، ويشمل ذلك أيضًا الهجرات الطويلة التي تجريها بين المحيطات، وتضع الإناث براثن البيض على الشواطئ الرملية، حيث تحضن لعدة أشهر تحت تأثير حرارة الشمس، وعندما تخرج في نهاية المطاف من العش، تبحر صغارها بشكل غريزي نحو المحيط، لتبدأ رحلتها في المحيط المفتوح والتي تُعرف باسم "السنوات الضائعة".
بيولوجيا السلاحف البحرية
السلاحف البحرية تمثل نموذجًا رائعًا للتطور البيولوجي وتكيف الكائنات الحية مع بيئات مختلفة. يعود تاريخ ظهورها إلى أكثر من 100 مليون عام، حيث تطورت هذه الزواحف بشكل مكنها من العيش في مختلف البيئات البحرية حول العالم، من المناطق الاستوائية الدافئة إلى المياه الباردة.
هناك سبعة أنواع من السلاحف البحرية على قيد الحياة اليوم، منها ستة أنواع تنتمي إلى عائلة الشيلونيدية ومنها: السلاحف الخضراء التي تتغذى بشكل أساسي على الأعشاب البحرية، السلاحف منقار الصقر والتي تتغذي على الاسفنج والمرجان اللين، السلاحف البحرية ضخمة الرأس والتي وتتغذى على مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية والنباتات، السلاحف البحرية ذات الظهر المسطح. أما النوع السابع فهي السلحفاة البحرية جلدية الظهر وهي أكبر أنواع السلاحف البحرية ولا تمتلك درعًا عظميًا صلبًا مثل الأنواع الأخرى.
تلعب السلاحف البحرية دورًا حيوياً في الحفاظ على التوازن البيئي البحري. فتنوع نظامها الغذائي يساهم في تنظيم نمو الطحالب والأعشاب البحرية، كما أنها تعتبر مؤشرًا على صحة البيئة البحرية، حيث تتأثر بشكل كبير بالتغيرات البيئية والتلوث.
خلال هذه الفترة الطويلة من الارتحال، يمكن أن تقضي هذه الكائنات سنوات طويلة تنجرف فيها بشكل طبيعي في تيارات المحيط، وبعد عدة سنوات في البحر، تهاجر معظم الأنواع نحو مناطق التغذية الساحلية ليتسنى للصغار فرصة النضوج في بيئة مستقرة، ومن أكثر الظواهر المثيرة للاهتمام بشأن الإناث البالغة من السلاحف البحرية هي السلوك المعروف باسم "العودة إلى الوطن"، حيث تعود إلى نفس شواطئ التعشيش التي فقست فيها لتضع بيضها بنفسها مرة أخرى.
بالرغم من قدرتها على الصمود، فإن جميع أنواع السلاحف البحرية باستثناء السلحفاة مسطحة الظهر مصنفة على أنها مهددة بالانقراض أو معرضة للانقراض أو مهددة بالانقراض بشكل بالغ الخطورة وفقًا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض المدرجة من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). هذا الوضع المقلق يسلط الضوء على التهديدات الكبيرة التي تواجه هذه الزواحف البحرية القديمة.